لكل أم فقدت جنينها :

رسالتي الى كل أم فقدت جنينها:

  أيتها الأم العظيمة التي شاءت الأقدار أن تفقد جنينها قبل أن تسمع صوته في هذه الدنيا وقبل أن تحمله بين أيديها لتتحسس جسمه الصغير . 
   عظم الله لك أجرا والهمك الصبر والسلوان            وعوضك خير الدنيا والاخرة . 
أعلم جيدا أنك الشخص الوحيد الذي  أحس بوجوده وتفاعل مع حركاته و ركلاته ،وانتظرت خروجه من ظلمات بطنك الى هذه الحياة لتدفئيه بحبك وحنانك ،لكنه الان انتقل الى رحمة الله ورعايته ،إلى من هو أرحم به منك ومن كل المخلوقات .

أختي الكريمة لا شك أن فقدان الجنين ليس بالأمر الهين ولا يشعر ويتجرع مرارته سوى الام ،لكن تذكري دائما قوله تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)). 

فما أصابك من مصيبة كان بقضاء الله وقدره ،فان صبرت واحتسبت ،واستسلمت لقضاء الله أهدى قلبك  وعوضك ما اخد منك او خيرا منه .

فقد يكون في ذلك خير عظيم لا تعلمينه، فالله لا يقضي أمرا الا بحكمة منه ،فربما لو عاش ذاك الطفل كان عاقا وظالما لك أولوالده ،تأملي هذه الآية في سورة الكهف وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81).

فلو بقي ذلك الغلام الذي قتله الخضر لكان فيه هلاكهما ،فان قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.

فبشرى لك أيتها الأم فالله اصطفاك بين ألاف النساء ليكون لك شفيع ينتظر قدومك على باب الجنة فقط اصبري فتواب الصبر على فقدانهم عظيم وأجره في الميزان ثقيل ،قد تكون بصمة أبدية في حياتك لكن لا تقنطي من رحمة الله وتذكري قوله تعالى في سورة البقرة : ﴿  ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) ﴾

فعسى هذا الابتلاء يجعله تعالى تكفيرا لذنوبك ورافعا بدرجاتك في الجنة وشفاعة لك يوم القيامة  . 
لا تحزن على افتقاد الجميل فأحيانا يجب أن يرحل ليأتي الاجمل .

وأسأل الله تعالى أن ينزل السكينة والرحمة والرضوان ويصبر كل أم فقدت صغيرها ويثبت فؤادها .