الجمعة، 15 مارس 2019

غياب الزوج عن زوجته

غياب الزوج عن زوجته

تشكل الاسرة الخلية الأساسية لبناء المجتمع ، باعتبارها المأوى الذي يحتضن أفراده منذ بدايتهم ، وتتكون الأسرة من الزوج والزوجة والابناء، وكل  منهم له دور فعال خاصة الزوج الذي يعتبر رب الأسرة و الزوجة كربة الاسرة ، وغياب اي طرف منهما قد ينعكس سلبا على تلك الخلية .

كثيرا ما نلاحظ في عالمنا العربي غياب الزوج نظرا لاضطراره إلى السفر الى مدينة أخرى أو خارج البلاد للعمل وتأمين لقمة العيش لاسرته ،الامر الذي قد يؤدي بالعلاقة الزوجية الى مأزق قد يصعب الخروج منه ،خاصة أن كان الزوج يغيب لسنوات وتقع كل المسؤوليات الأسرية على كاهل الزوجة :تربية الأبناء الاعتناء بهم وتعليمهم ....

إن غياب الزوج عن أسرته له آثار سلبية على الزوجة والأسرة والمجتمع عامة لذا لابد على الزوج تجنبها واجتيازها بنجاح لكي لا يؤدي بعلاقته الزوجية الى الهاوية ، فالزوجة كائن غريزي أيضا لها متطلبات وحقوق زوجية لا بد من اشباعها لأن حرمانها من تلك الحقوق يؤدي إلى حرمانها عاطفياً مما يؤثر سلبا على صحتها .

 كلنا نعلم أن متطلبات الأسرة كثيرة ،وتدفع الاحتياجات المادية والأزمات الاقتصادية داخل الأسر العربية إلى اغتراب الزوج ، ولكن من الواجب عليه أن يتقي الله في زوجته وأن يقلل من غيابه عنها ويزورها كلما سمحت له الظروف بذلك، للحفاظ عليها من خطر الرذيلة والفساد الخلقي ، ومن الاحسن أن يبحث عن العمل في  بلاده أو في نفس مدينتها لحمايتها ومساعدتها في مواجهة المشاكل مع الأبناء أو مع المجتمع المحيط بها ، لذا وجب على الزوج التأكذ من سلامة وأمن أسرته ، لاسيما ما نراه في هذه الأزمنة الأخيرة من شر وكثرة الفواحش ، فالمرأة التي تعيش وحدها بلا زوج مهددة في اي وقت من الأوقات كما يولد ذلك الغياب نوعا من الشكوك في قلب الزوجة قد تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية  . 

ولا  ننسى تأثيرها السلبي أيضا على الأبناء ، لا شك أن وجود الاب أمر ضروري في حياة الطفل فهو مصدر الشعور بالأمان والسند بالنسبة للأبناء الذي يساهم بدوره في تشكيل شخصيتهم وأفكارهم  وكذا اتجاهاتهم في الحياة وغياب الزوج عن الاسرة  لفترات طويلة في ظل البحث عن فرص العمل وتوفير الحياة الكريمة بات ظاهرة خطيرة وحساسة تهدد كيان الأسرة بأكمله كما تخلف آثارا نفسية واجتماعية سلبية على الأبناء ، فغياب الاب داخل الاسرة يؤدي إلى افتقار الأبناء الى القدوة مما يؤدي إلى الانحراف وغيرها من الأمور التي تشكل خطراً على المجتمع فالأب يعتبر المأيد والموجه للأبناء ،فمهما حاولت الام ملا الفراغ الذي تركه الاب والقيام بدورها إلى جانب دور االزوج الا أنها لا تفلح خاصة أن كان الابناء في سن المراهقة لذى من الواجب على الزوج أن يساعد زوجته في تربية الأبناء والاعتناء بها لمنحها الطاقة الكافية للقيام بتلك الأمور ، فمن المؤلم أن نرى أزواجا يغيبون لفترات طويلة ثم يؤنبون زوجاتهم على أفعال الأبناء  ، رغم أن تلك المسكينة فعلت المستحيل وواجهت الصعوبات والسبب الرئيسي الانحراف الأبناء هو غياب الاب  فمن البديهي أن تغرق السفينة  .

بالرغم من كل هذا إلا أنه من واجب الزوجة الصبر والدعاء لزوجها لتفادي المشاكل الزوجية وانشاء الجو الملائم لنمو الأبناء ،  ومع تقدم وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي أصبح العالم قربة صغيرة خفف من آثارها السلبية وبات من الممكن تواصل الزوجة مع زوجها في جميع الأوقات ، كما يمكنه التأكذ من أحوالهم ، الا ال على الزوجة استغلال هذه الفرص لصالحها والاهتمام بزوجها والتعبير له بمشاعر الحب والاحترام والتقدير .

المراجع : 

https://www.muhtwa.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر المنشورات