الثلاثاء، 5 مارس 2019

طفولتي:

                            طفولتي:
طفولتي

اقايگيرن 

مهما تقدم الانسان في العمر إلا أن ذكريات الطفولة  متربعة على عرش ذاكرته ،لما تحمله من أثار عميق لا تمحوه الأيام ، فهي رمز النقاء والصفاء ورمز البراءة والعفوية ، 

ما أجمل أيام طفولتي...ما أجمل تلك الأيام التي أصبحت صفحات عطرة من ذكريات حياتي ، أيام    غادرت وضاع عبيرها الا انها تركت بصمة أبدية              معطرة برائحة الورد وأكاليل الياسمين ،       ذكريات طفولتي كانت أغنى  ذكرياتي بحلوها ولمعانها وبريقها الشفاف ،أحن كثيرا إلى تلك الأيام التي كان همي الوحيد هو شراء الحلوى والشيكولاتة ، 

اه على الطفولة وبراءتها ،اه كم تمنيت أن أعود طفلة صغيرة  ولو ليوم واحد لأستمتع بتلك الأرواح  التي لا تعرف للكراهية والحقد عنوانا  ،قلوبها صافية كصفاء المياه العذبة الممزوجة ببساتين الحب الصادق، 

لا زلت أتذكر تلك اللحظات الجميلة التي قضيتها بين أحضان قريتي وأنا صغيرة ألعب والهو بين أشجار النخيل وكان أكبر همومي حينها هو فراق ألعابي عند مغرب الشمس،ولكن أكثر شيء يشرفني هو كوني من الأطفال الذين لعبوا ألعابا شعبية في زقاق قريتي مع أبناء الجيران ،كالغميضة ، و الاختباء و الكرة والأناشيد و الجري وغيرها ،ولن أنسى أيضا  انتظار بث الرسوم المتحركة على             التلفاز ،الى أن تغمض أعيننا من كثرة التعب ،    ليت حروفي تخطط كل تلك اللحظات الجميلة دون أن تنسى شيئا ،        

ذكريات الطفولة كثيرة وقد يصعب على الذهن أحيانا تذكرها إلا أنني  أستطيع أن أتذكر أغلبيتها ،كتلك التي أمضيتها بين جدران مدرستي الصغيرة ذات الاقسام القليلة ، التي كان لها الفضل في تسطير هذه الحروف ،  

 قد تكون ذكرياتي تشبه ذكرياتكم فهل يا ترى تتذكرون ذلك التنافس الذي يكون قائما على خدمة المعلم  كمراقبة التلاميذ أو الوشاية بالمشاغبين أو التنافس على لقب مجتهد القسم ، وهل جربتم  ذلك العقاب الذي يكون في الثامنة صباحا في فصل الشتاء ، اه على الألم تحس وكأنك مكهرب ولكن رغم كل ذلك مجرد حلوى تنسيك مرارة الألم ، ولن أنسى أيضا ايام الصيام حتى الظهيرة ،وليالي العيد الذي ننتظر حلول الصباح بفارغ الصبر لنرتدي بذلتنا الجديدة ، كل هذه اللحظات الجميلة تذكرنا بذلك الزمن الجميل ،
طفولتي

وما أجمل تلك الرحلات رفقة عائلتي الى تلك المنطقة الجميلة التي اعتبرها حديقتي السحرية كنت أزورها رفقة عائلتي كل صيف مشيا على الأقدام أو ركوبا على الدواب ،كان أكثر شيء يعجبني فيها طبيعتهاالخلابة و هدوءها ،عشت في ذلك المكان حياتا أخرى بعيدة عن كل التطورات عشت وكأنني في زمن قدييم لا وجود للكهرباء ولا للشبكة وغيرها ، كان البيت من الطوب والحجارة و القصب كل شيء طبيعي حتى الخضروات والفواكه الطازجة ، وفي الليل كانت أمي وجدتي تشعلان الشموع وتبدأن في سرد قصصهما الجميلة التي كانت أغلبيتها خيالية إلى أن تغمض جفوننا ، عندما أعود إلى دياري أجد لذة في قص كل تلك المغامرات التي عشتها هناك لاصدقائي ، ولكن ما يقلقني هو أن ذلك المكان اصابه الجفاف في يومنا هذا ولم يعد كما كان ،   

 ليت تلك الأيام تعود ..حاملة في طياتها الكثير من الذكريات ..كبرت واكتشفت أن هذه الحياة ما هي إلا سراب  كلما اقتربت منه اختفى وضاع ،

زاد بنا الحنين الى ذلك الماضي البعيد وأيام البراءة ، الذي عشنا بين أسواره بعفوينا وطهرة قلوبنا ،وكان أكبر امنياتنا أن تركض الايام بدون توقف لكي نصبح كبارا لكن ما لم نكن نعلمه هو أن الأمور تتعقد كلما بدأ الإنسان في الكبر .


هناك تعليق واحد:

اخر المنشورات